دبلوم إدارة التنوع وبناء التوافق الاجتماعي

التنوع والاختلاف الإنساني بكافة أنواعه العرقية واللغوية والدينية والقومية ليس طارئاً على المجتمعات العربية والإسلامية، أو وليد التو والساعة؛ وإنما برز ونشأ متلازماً مع تاريخ المنطقة، فتعاملنا مع التنوع الإنساني لابد أن ينطلق ابتداء من كونه ظاهرة إنسانية بجدارة، تكون خلال حقب زمنية طويلة، وعبر طبقات سيكولوجية جغرافية وتاريخية ونفسية ودينية متشابكة.
وخضع في نشأته وتكوينه وانتشاره وتمدده لنفس القواعد الحاكمة للظواهر الإنسانية الأخرى، مما يعنى أن التعاطي معه والحكم عليه من خلال بُعد واحد فقط أو أداة معرفية واحدة فقط يقودنا في النهاية إلي تصور مبتور ومشوه عن طبيعة وحجم ومستقبل التنوع وطرق التعامل معه.
لذلك لابد من بناء إطار كلي شامل لتناول الظاهرة، فالظواهر الإنسانية تحتاج لدراستها وتفحصها إلي صنوف شتى من العلوم والتخصصات التي ربما تبدو متباينة في نظر القارئ العادي، ولكن الساعين نحو جودة الفهم وعمق الرؤية ورصانة الطرح مع الظواهر الإنسانية يدركون مدي أهمية تسليط إضاءات معرفية متنوعة من أجل فهم أدق للظواهر.
وقد تبدو العلوم المستخدمة لدراسة الظواهر الإنسانية كأنها أنهار معزولة لا علاقة بينها، ولكنها في حقيقة الأمر تتغذى من مياه جوفية واحدة تتنقل بخفه بين ضفاف هذه المنابع المعرفية دون أن يرها الناس، فدخول علم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ والجغرافيا والفلسفة وعلوم اللغة والتخطيط الاستراتيجي وغيرها إلي جوار العلوم الشرعية عند تناول ظاهرة التنوع يوفر بالتأكيد رؤية أفضل وأنصح وأوسع بمراحل من حصر دارسة الظاهرة فقط بين سندان التاريخ الطائفي ومعول الطهر العقائدي.
فأسئلة من قبيل ما هي علاقة التنوع الإنساني بالنظم السياسية التاريخية؟ تأتي إجابته من الأداة المعرفية التاريخية، والأسئلة حول خريطة انتشار التنوع وتمركزه في المنطقة العربية تأتي الإجابة عليها من الأداة المعرفية الجغرافية، وسؤال عن طبيعة العلاقات الاجتماعية بين السنة والشيعة في منطقة ما كالعراق مثلا؟؟ تأتي الإجابة علية من زاوية علم النفس الاجتماعي، وسؤال حول أثر الاحتلال الخارجي على ظاهرة التنوع بين مكونات المجتمع العربي؟
أفضل ما يجيب عليه هو علم السياسية وأنظمة الحكم وليس الفقيه، ومع حسن تعاملنا مع هذه الأسئلة المعرفية وغيرها التي تنبع من روافد معرفية مختلفة وصهرها في بوتقة معرفية واحدة؛ نكون قد وضعنا لبنة قوية في مسار رسم إطار كلي مناسب، يساعدنا في عملية الرصد والتفسير والتنبؤ بواقع وحاضر ومستقبل التنوع الإنساني في العالم الإسلامي والمنطقة العربية.
تساؤلات نبحث لها عن إجابات
في إطار الاعتبارات السابقة جاءت فكرة هذا الدبلوم ليساهم في وضع منهجية معرفية قادرة على فهم طبيعة التنوع والاختلاف الإنساني وحسن إدارته في المنطقة العربية والعالم الإسلامي ولتزويد الدارسين والمتدربين والمستفيدين بآليات وطرق التعامل مع ظاهرة التنوع الإنساني.
يحاول الإجابة على عدد من التساؤلات، من بينها:
كيف يتعايش الشيعة والسنة دونما الخوض في المعتقدات والقيم؟
هل يمكن بناء سلام أهلي وتعايش بين المسيحيين العرب والأغلبية المسلمة دون المس بشعائر كل طرف؟
كيف نحول القيم المتصارعة إلى مصالح متعاونة؟
كيف نوفق بين قناعات الإسلاميين وثوابت العلمانيين؟
الأهداف العامة للدبلوم
1ـ المساهمة في توفير إطار معرفي يُمكن المهتمين بقضايا التنوع الإنساني من حسن فهم وإدارة قضايا التنوع والاختلاف
2ـ التعرف على الأدوات السوسيولوجية القادرة على النفاذ إلى جذور قضايا التنوع والاختلاف.
3ـ المساهمة في معرفة طرق المعالجة والتعاطي الفعالة مع ظاهرة التنوع في المجتمع العربي والإسلامي في ضوء الخبرات العالمية
النتائج المتوقعة للدبلوم
1ـ التعرف على أدوات التعامل مع ظاهرة التنوع الإنساني.
2ـ التفاعل الايجابي مع تنوع المجتمع الديني والطائفي والعرقي واللغوي والأيديولوجي
3ـ القدرة على تفكيك الأفكار الانقسامية المستندة لخلفية دينية، أو تاريخية، أو سياسية، أو فلسفية
4ـ إدراك ماهية استراتيجيات فض النزاعات وبناء السلام.
5ـ فهم العلاقة بين الوضع الاقتصادي للمجتمعات المتنوعة وعلاقته بالاستقرار والتوتر الأهلي
6ـ الفهم للجذور الجغرافية والجيواستراتيجية المؤثرة على قضايا التنوع الإنساني من حيث النشأة والتطور.
محاور الدبلوم
المحور الأول: أدوات إدارة التنوع: الأداة الفلسفية، الأداة الاستراتيجية، الأداة الجغرافية، الأداة التاريخية، الأداة السياسية، الأداة الاقتصادية، الأداة الاجتماعية، الأداة الدينية، الأداة الإعلامية
المحور الثاني: أدوات فض النزاعات وبناء التوافق الوطني
المحور الثالث: تجارب وخبرات عملية في إدارة التنوع والاختلاف
المحور الرابع: تجارب وخبرات عملية في بناء التوافق الوطني
المحور الخامس: مشروعات تخرج ودراسات حالة تطبيقية
ثالثاً: نظام الدراسة:
- يدرس الطالب 4 محاور أساسية + مع مشروع تخرج نهائي لكل مقرر
- · 60 ساعة تدريسية وتطبيقية
- يُقدم البرنامج عن بعد، عبر تطبيق زووم.
- يُقدم البرنامج باللغة العربية (ويمكن تقديمه باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بشرط اكتمال العدد المطلوب للتسجيل في كل لغة)
- المحاضرات يومان أسبوعياً، 4 ساعات يومياً.
- يحصل الطالب على نسخة إلكترونية لأهم المصادر المعتمدة في المواد المقررة.
- يتوزع نظام التدريس بين: المحاضرات، عروض وتكليفات، فرق عمل، عصف ذهني، مشروع بحث.
العلاقات العامة والتسويق:
- 00905466654441
- 00905466654449